06 مارس 2012

كتاب ربع جرام



ربع جرام من افضل الروايات في هذه الفترة وحققت مبيعات هائلة منذ اصدارها علي الرغم من سعرها المرتفع نسبيا واصدرت اول مرة عام 2008 و توالت الطبعات واعتقد انها تخطت 11 طبعة !,و لم لا ؟ فهي رواية قريبة جدا من قلبك فهي تحكي قصة شخص كلنا نعرفه وموجود في كل مكان نذهب اليه فهو موجود في بيتنا في الشارع في الكلية وحتي العمل ربما يكون اخوك أوصديقك او ابنك.


الرواية تركز كثيرا علي البعد الانساني تصل الي قلبك و مشاعرك بكل سهولة ,الكاتب استخدم لغة سهلة ومفهومة لكل الناس ويحكي كل شيء ببساطة , الرواية مليئة بالتفاصيل وهذا احد اسباب كون عدد صفحاتها يزيد عن 600 الاهتمام بالتفاصيل كان مفيد جدا في معرفة اسباب ووقائع دخول شاب الي عالم الادمان لتري الحقيقة كاملة وبدون اي تجميل, عند قرائتي للرواية رأيت ان حياة هذا الانسان والظروف من حوله كان يجب ان تؤدي به الي طريق الادمان ويمر الكاتب بمراحل كثيرة في حياة البطل المدمن وكان شيئا رائعا ان وصف حياته منذ الطفولة الي ان وصل الي الوقت الذي تمت فيه كتابة الرواية

الغلاف 
تجد في الغلاف صورة مقسمة الي 4 ارباع و تقريبا هي لنفس الشخص ولكن في مراحل مختلفة من الادمان , اعتتقد انه غلاف جيد وبسيط و يعبر عن مكنون القصة, في الخلف مكتوب عدة سطور من الرواية نفسها وهي نقطة التحول في حياة البطل صلاح ,النص بالضبط كما يلي

إجتمعنا كلنا حول المائدة.. دقات الساعة تعلن السابعة، رامي يلف السجاير، أحمد كعادته يقرأ الصحف، علاء شغلة الشاغل الإطمئنان علي زجاجات الخمور والبير المثلجة، حسين لا يتوقف عن الحديث عن الكرة، وصلاح يفتح الكوتشينة، ويصل بهاء.. ويسبقه قدر هائل من الضجيج، وقبل التحية والسلام، دخل مباشرة في الحديث قائلا :

بهاء : اسمعوا يا رجالة.. رأس السنة دي مش خمرة ولا حشيش.. مفاجأه.. الجديد.. البريمو.. سحر يا إكسلانس.. أنا معايا هيروين.. بودرة.. ربع جرام.

رامي : بودرة ؟!!!بتعمل ايه دي ؟؟

صلاح : ويعني هيعمل إيه الربع جرام دا يا بونو ؟

بهاء : إنت مستهيف الربع جرام.. دلوقتي تشوفوا الربع جرام دا هيعمل إيه !!! 



شخصيات الرواية
بطل الرواية صلاح وهوشاب من اسرة تعيش في مستوي معيشي مرتفع نسبيا وتدور الرواية حوله منذ طفولته الي الوقت الذي تمت كتابة الرواية فيه ,الرواية لا تحكي قصة صلاح فقط لكن يشاركه في الرواية اصدقاءه و الذين تم ذكرهم بالتفصيل في الرواية وكان لهم دور ليس بالقليل في حياة صلاح ,عائلة صلاح تتكون من الاب وهو مهندس ناجح ولكنه مثال للاب الفاشل في رعايته لعائلته فقد اكتشف ادمان صلاح بعد مرور 10 سنوات !,الام ربة منزل و لكنها طيبة جدا و لم تقدر علي التعامل مع الموقف وحدها كما يظهر في احداث القصة ولدي صلاح اخ اكبر منه اسمه كريم وهو علي حسب ما فهمت من الرواية انه الاخ المثالي فهو ناجح في دراسته و سافر الي الخارج ولدي صلاح اخت اسمها رولا لا اتذكر الكثير عنها .


اسلوب الرواية سلس جدا وسهل الي اقصي درجة ويستخدم الكاتب اللغة العامية العادية ولا يوجد شتائم صريحة فقط اشار اليها ببعض النقاط (....) ,تبدأ الرواية وصية و هي امانة قد حملتها الشخصية الاصلية للرواية للكاتب لكي ينقل الرسالة لكل من يهمه الامر الي كل شاب في مصر فقد كان حكي له قصته بكل تفصيل و اراد ان يعلم بها كل الناس لكي يأخذوا العبرة.

تبدأ الرواية و يعرفنا صلاح علي نفسه و علي حياته و ظروفها و كيف كانت مهيأة له ليفسد بكل بساطة ويحكي علي اخطائه و التي يسميها مغامرات منذ الصغر وكيف كان يفعل الفعلة ثم يفلت بها ,ثم يعرفنا علي اصدقائه واحدا تلو الاخر وبعض الصفات و المعلومات عن كل واحد (التفصيل كان مهم لأن كل واحد له دور مهم جدا في الرواية ) ثم تتوالي الصفحات بدون ان تشعر الي ان يصل الي الجامعة ,هناك بعض المحطات الرئيسية في الرواية مثل سفره الي امريكا وتعرفه بمدمنين واول مرة ضرب كوكايين وسافر مرة اخري وعمل هناك اكثر من وظيفة منها تاجرمخدرات! ,صحيح نسيت اقول انه اتخرج من الجامعة بعد عقد اتفاق مع ابيه وعمل في مصر في و كان ناجحا في عمله (دليل علي ذكائه الذي لم يستخدمه بشكل جيد) و ترك العمل بسبب تافه في رأيي ومع اقترابك من منتصف الرواية ستجد انه قد مات اكثر من صديق مقرب لصلاح و احد جيرانه واب صديقه من حسرته علي ابنه رغم كون الاب لواء في الجيش ,تتدهور الاحوال ويبتعد عن صلاح الكثير من الناس والدنيا تضيق من حوله و الامور تصبح اصعب ويظهر الجانب المظلم للمدمن فقد اعتاد السرقة من ابوه و امه وحتي اقاربه , في اخر الحكاية سيجد ان اغلب الناس اللي يعرفهم ماتوا او سابوه خلاص ويأسوا منه وينظر الي حاله و يقارن بما كان عليه فهو الان يعيش في شقة بدون اثاث ولا كهرباء ولا حتي بطانية يدفي بيها نفسه من البرد وتصعب عليه حاله ,الربع الخير تقريبا تدور قصة علاجه من الادمان ويوجد احداث اقل اثارة من اول القصة و لكن هتحس انه هيصعب عليك وهتتعاطف معاه وده تقريبا هدف الرواية ان المدمن شخص مريض ولازم نساعده وان الوقت مش متأخر ابدا للمساعدة..................
كفاية كده انت مزهقتش من القراية ؟ اشتري الرواية او حتي استلفها من صاحبك واقراها الكلام اللي قلته لا يعبر عن حتي 5 في المائة من الحكاية بالمناسبة الرواية موجودة علي النت دور عليها ونزلها .

الواقع 
الواقع ان مصر عدد المدمنين فيها كبير التقارير بتقول انهم حوالي 6 مليون شخص ! الرقم الحقيقي اكبر من كده لو ركزت كويس هتلاقي ناس مدمنة كتير و في كل حتة و من كل المستويات والمخدرات مرمية في كل حته والحصول عليها اسهل من رغيف العيش بتجيلك لحد البيت المهم المال يكون متوفر ,لازم نساعد كل مدمن لغاية لما يتعافي ولازم نحمي نفسنا واولادنا من الخطر ده بالتوعية والرقابة المعتدلة

الكاتب لازم نديله حقه
عصام يوسف
خريج كلية الاداب لغة انجليزية تقدر تقول ان دي اول رواية له في السوق (لأ جامد) الوالد كاتب و الوالدة صحفية يعني ابن الوزعوام
الكاتب صديق شخصي لبطل الرواية ولكن لم يتم الافصاح عن شخصيته لاحترام الخصوصية
تعرض الكاتب  لمشكلة الادمان بطريقة مميزة فهو لم يعطي مواعظ وحكم مباشرة ولكن من خلال لغته الادبية السهلة البسيطة

اعجبتني الرواية جدا واتمني ان تقرأوها